book

الشعرية المفقودة

صيدة محمود البريكان لا تخرج عن نطاق ثقافة العصر الذي نشأ فيه شاعرة، الجيل الخمسيني، جيل السياب، والبياتي، ونازك الملائكة، وبلند الحيدري وغيرهم، لكن فرادة البريكان تكمن في أنه عقد جدل وعيه ونصه عقد فريد، ليس بعيدا جدا عن جدل وعي الريادة ونصها، ريادة الشعر الحر، بل قريب منه بعض الشيء، وبعيد عنه بعض الشيء. لذلك يأتي نصه مرة ضمن سياق نص الريادة الشعرية إبان الخمسينيات، ويأتي مرة أخرى نصا شاردة عن هذا السياق. بلغ البريكان، ضمن هذا النص الشارد، نه الناضج، ذروة شعرية خاصة به. فأزمة القصيدة العربية التي تمخضت عنها أعنف تجربة تجديدية حرقت الشعر عن مساره التقليدي الأربعة عشر قرنا، كانت في اللت من تفكيره الشعري. غير أن ما صاحبها من أزمة فردية فكرية ونفسية خاصة بالشاعر هي الحاسمة أيضا في رسم وتأسيس نزوع خاص للنص البريكاني. وهي الأعنف أيضا في حرف مسار قصيدة البريكان نفسها عن مسارها الذي استهلته إبان الخمسينيات، وما خلصت إليه معنى ومبنى.