أعتقد ان قطبي العالم الثقافي هما من جانب المثقف كونه فرداً ومن الجانب الآخر العالم الاجتماعي عالم المؤسسات التي حري بالمثقف ان يكون متواجداً فيها دائماً وبينهما تتم كل أنواع العلاقات المبنية عل نوع من التمكين ما يمكن المثقف من الكلام كالطباعة والنشر والعمل المساند والسيرة العلمية والكفاءة وما الى ذلك وعلي أن أقول أن في العالم الاجتماعي تنتظم المنظومة الكاملة للمؤسسات في شيئين : الاول هو الحضور المدعوم والاستمرارية وهذه من الاشياء المحافظة على المؤسسة وحقيقة استمراريتها من يوم لآخر ومن سنة لأخرى والشيئ الثاني وربما يكون الأكثر أهمية من نواح كثيرة هو السلطة لأن كل مثقف ليس له وجود في البرج العاجي بل في الواقع الذي تشكل وحدد عبر كل انماط السلطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعندي أن العلاقة بين المثقف والعالم هي العلاقة مع السلطة وقد ركزت في أعمالي على تلك العلاقة ليس على انها علاقة متممة بل على انها علاقة تضاد لقد بدا لي أن اقول أن في المجتمع وفي مجتمع حداثوي وما بعد حداثوي كالذي نعي فيه