
الوحي والتاريخية
-
تأليفعلي الزيدي
- الناشردار الرافدين
- السنة2025
إذا اراد الكاتب أن يتناول موضوع الوحي، ومعرفة شيء من ملامحه وأسسه، عليه أن يضع نصب عينيه تلك الميزتين اللتين نالهما رســول الله ؛ الأولى: أفضليته على البشر أجمعين من ناحية المعارف والتكامل البشري المفتـوح لجميع أولاد آدم .الثانية: أفضليته من حيث كونه مختاراً لتلقي الوحي دون غيره من الناس .وعلى هذا الأساس يمكن النظر الى الوحي، وهل بالإمكان التكلم عنه بخبرة صاحب التجربة وما يتولد منها من آثار ومعطيات، أم ، لا، يبقى محرزاً من جانبه المعرفي، ويظل النظر إليه من جهة ما وصل إلينا ممن صدر منـه الوحي، ومن تلقّى الوحي. وبذلك نكون قد ضمنا مسبقاً عدم الوقوع في الأخطاء والشبهات. إلّا أن ذلك لا يمنع من النظر الى ما يمكن أن تعطيه لنا تلك الإخبارات الخاصة بالوحي والتي جاءت عن طريق القرآن نفسه أو ما يخبرنا به الرسول في بعض أحاديثه، من رؤية تكون معلولة لتلك الإخبارات. أي نتكلم ونستنتج بحدود ما يظهر لنا من علاقة بين الوحي والرسول، وبما أنها علاقة خاصة، ومنضوية تحت غطاء التفرد من جهة التلقي، فعلينا النظر من زاوية تتحرك ضمن هذا المحور، وسيكون التفكر ضمن حدود هذه الدائرة، لا، أن أخرج عنها مغرداً بما يحلو لي من آراء، وأعرضها على أساس أني أتيت بما هو جديد بخصوص هذا العنوان . ثم أن الوحي مادام نازلاً من المطلق، فلابد أن يكون عابراً للقيود المصاحبة لهذا العالم، وخصوصاً إذا ما نظرنا إليه من جهة الخاتمية، وذلك بإعتبار أن الخاتمية، هي التي تفرض علينا عدم التاريخية، وتبعدها عن ساحة وحرم الوحي، فمتى ما مسته، وأنشغل بمرحلته التاريخية التي تحركها ظروفها الخاصة والمرتبطة بقيود مكانها وزمانها، إحتاج بالتالي الى مرحلة من النبوة والرسالة تناسب ظرفها وبعدها الآني .
0 مراجعات