خيارات التصفية

إعادة تعيين التصفية

المكتبة

فلتر
book

كان نيتشه يرى في فاغنر عبقرية يمكنها أن تُعيد بعث الثقافة الألمانية والأوربية من الماضي وتجدّدها نحو المستقبل. وقد حسب في الفترة الأولى من علاقته بفاغنر بأنه وجد فيه الإنسان الذي كان جاهزًا لقيادة هذا الاتجاه والمضيّ قدمًا لتوجيه الناس نحو العظمة التي ماتت مع العصر القديم، وقد ربطتهما علاقة وطيدة عبّر عنها نيتشه في غير مناسبة، عمقها تأثرهما المشترك بشوبنهاور، فضلاً عن اعتراف نيتشه بالتأثير الراسخ للموسيقى عليه فكرياً وروحياً.بحلول الوقت الذي بدأ فيه حَدَثُ افتتاح مهرجان بايرويت عام 1876، وجد نيتشه في عبادة فاغنر والمشهد الاجتماعي المحموم الذي يدور حول مجيء وذهاب المشاهير، وضحالة الاحتفالات المحيطة به غير مستساغة، ثم إنه رأى في النجاح الضعيف الذي حصل عليه فاغنر بعد افتتاح المهرجان المناسبةَ التي أعاد على ضوئها تقييم فاغنر وأهمية موسيقاه. وهو ما عبر عنه في رسالة إلى صديقه روده في رسالة بتاريخ 17 آب 1869، حيث استخدم عبارة "سابق لأوانه"، لشرح فشل فاغنر في تحقيق اعتراف شعبي واسع النطاق.وقد اكتشف نيتشه بمرور الزمن أن فاغنر لم يكن هو الرجل الذي يتوافق مع تصوره حول التجديد، ورأى أنه وهب فاغنر جزءًا كبيرًا من التقييم الذي هو في الحقيقة يعود له أكثر مما لفاغنر، حتى إنه كتب في آخر هذا الكتاب الذي نترجمه أن فاغنر "ليس نبي المستقبل، كما قد يود أن يظهر لنا، بل مترجِم الماضي وموضِّحه".

book

يمكن ملاحظة التأثير الذي تركه شوبنهاور في نيتشه في هذا الكتاب، الذي نترجمه إلى العربية، وهو واحد من بين ثلاثة عشر نصّاً كان نيتشه قد خطط لكتابتها، إلا أنه اكتفى فيما بعد بأربعة منها وتخلّى عن الموضوع نهائيّاً، كما يوضِّح نيتشه في رسالته إلى صديقه جورج برانديز.صدرت النصوص في البداية كلّ نصٍّ منها على حدة، لكنها جمعت فيما بعد وصدرت في كتاب واحد. ويعرض الكتاب لأفكار وتصورات نيتشه عن دور الفيسلوف وأهميته في المجتمع والمعاناة التي يواجهها من محيطه بسبب آرائه النقدية وتصوراته المضادة للمعتاد والمتداول من الأفكار والعادات والسلوك، ثم تأكيده المتكرر أهمية إفساح فرصة أكبر أمام الفيلسوف والعالِم، وأن لا يتحوّلا إلى أدوات في خدمة الدولة، بل ويطالب بقوة بحيادية نشاطاتهما والمؤسسات التعليمية والكف عن أن تكون في خدمة أهداف الدولة ومصالح الرأسماليين.هذه أول ترجمة عربية لنصّ (شوبنهاور مربياً). وتنبع أهمية النصّ من أنه يساعد الباحث والقارئ معاً على فهم التطور الفكري لفردريك نيتشه وعلى تتبع العديد من الأفكار المطروحة في هذا الكتاب فيما طرحه بعد في كتبه اللاحقة.

book

كتاب "ديفيد شتراوس –المعترف والكاتب" هو أحد النصوص الأربعة التي صدرت للفيلسوف الألماني فردريك نيتشه بين الأعوام (1873-1876). وكان نيتشه قد خطط في الأصل، كما ورد في أوراقه، لإصدار ثلاثة عشر نصًّا تتناول موضوعات مختلفة، إلّا أنه لم يتمكن من إنجاز سوى أربعة منها. وكما تناولت النصوص الأخرى شخصياتٍ كالفيلسوف شوبنهاور ومؤلف الموسيقى الأوبرالية فاغنر، فإن نيتشه تناول في هذا الكتاب آراء وتصورات ديفيد شتراوس (1808-1874). بدأ نيتشه العمل على هذا الكتاب في عام 1873، وقد وجه نقدًا صارمًا ولاذعًا لأفكار وتصورات ديفيد شتراوس المسيحية، الذي صعد نجمه في تلك الفترة، وخاصة بين الهيغليين اليساريين، باعتباره مفكرًا لاهوتيًّا يطرح أفكارًا إصلاحية للدين المسيحي، على الرغم من رفضهم لاستنتاجاته، وخاصة في كتابه "حياة المسيح". علمًا أن شتراوس كان متأثرًا بأفكار هيغل واللاهوتي شلايرماخر الذي تتلمذ على يديه.وقد تركز نقد نيتشه لأفكار شتراوس اللاهوتية وعقائده الدينية التبشيرية الجديدة على نقد الثقافة الألمانية وتاريخها والمؤسسات التعليمية عمومًا، إلى جانب التزمت الفكري الذي كان يسم تصورات شتراوس الإيمانية. ما يميز هذا الكتاب هو سلاسة لغته وعمقها وتضمنها العديد من الأفكار، وخاصة الكيفية التي يُنظَر بها إلى التاريخ وقضية الإصلاح الديني. ثم إنه يعلم أن قاعدة النقد الفكري تقوم على التفكيك والتحليل وتقديم الحجج التي تتعلق بالنص وليس بشخص مؤلفها.

book

كانوا يستطيعون سلبهم كل شيء إلا ما كان بينهم والبحر، وكان البحر في يافا يحمل ذاكرة المدينة ويحفظ عهد أهلها، ويشهد في هذه الرواية على مصائر أفراد عائلة «سالم قويدر» المتشابكة أمامه، كتشابك حبّات رماله، ويراهم وهم يطلّون من خلف حدود حَيِّهم المنبوذ إلى عالم غريب مجتاح اعتاد على مراقبتهم بعين الريبة والاتهام، دون أن يعوّل، ولو مرّة، على نسيانهم لأحداث الماضي، ما دام البحر يجري.

book

"إننا إذا رحلنا اليوم إلى الغرب نجدد حياتنا بعد ذبولها ونقوي حواسنا بعد انثلام حدها وندخل في طور نتعلم فيه ونعتبر ونتعود عادات حسن اكثرها وجدير بنا أن نقتبسها عمن سبقونا مراحل وأشواطاً لأنها نتيجة علم متوارث ونظر بعيد متسلسل. فكل ما نراه في ديار الغرب هو عمل قرون خلت وأجيال علمت فعملت…مدنية الغرب غريبة في كلّ مظهر من مظاهرها، لأن أهلها أحسنوا الانتفاع من كلّ قوة في الوجود ونحن أضعنا بجهلنا القوى القريبة الانتفاع. هذا شأنهم في كلّ شيء فكأن الغرب حلف أن لا يحالف الشرق والشرق آلى أن يخالف الغرب على كثر حاجته إليه واضطراره إلى الأخذ عنه."

book

تمتزجُ في شعر أحمد الشيخ علي أصولٌ متشعّبةٌ، بعيدةٌ وقريبةٌ، فهناك الحربُ والحبُّ، الفظاعاتُ الجاريةُ والخيالاتُ الساريةُ، هناك التفلسفُ واللّعبُ، وهناك الأضواءُ والحُجُبُ، تنكشفُ هذه الأصولُ بكلمةٍ أو جملةٍ قادمةٍ من أروقةِ قرونِ الهجرةِ لتخترقَ بهرجَ عالمنا المعاصرِ. ومـع ذلك، هناك في شـعرِهِ حياةٌ لُغويةٌ غنيّةٌ برائحةِ النجفِ وبغداد، بالأحجارِ المنحوتةِ والأحلامِ السائلةِ، كلُّها تتحوّلُ في خبرتِهِ الشعريةِ إلى وعيٍ بالحياةِ والواقعِ، والذاتِ والآخرِ، واللغةِ والبلاغةِ، وكلّ ما تقتضيه تجربةٌ مديدةٌ ومتنوّعةٌ في تجربةِ أحمد الشيخ علي. واحدٌ من الذين يمنحونني الرغبة في العيش داخل قصائدهم، والسكن في لغتهم، عبر جمل شعرية باذخة وفريدة، ممسوكة بصرامة العارف، طيعة بانقيادها له، مؤثثةً بما لا يتشابه ولا يتكرر. بيننا، هناك من يُحدث ثلماً في جدار الشعر، من يطلق طائره واثقاً. طالب عبد العزيزهذه الأعمال الشعرية هي بطريقة ما حياة أحمد الشيخ علي التي عاشها بحساسية شعره، وهي شعره متنعماً بالصفاء العاصف الذي انطلق به الشيخ في حياته الشخصية. عبد الزهرة زكيمن النادر أن نجد شعراً كشعر أحمد الشيخ علي في أيامنا هذه، يقدّم هذا المزيج من التأمّل العميق والرمزيّة العالية واللغة المطواعة الممتعة. في هذا الشعر ينصهر الشخصيّ مع الجماليّ مع الفكريّ في نصّ واحد يقدّم لنا أنموذجاً مغايراً من الأداء الرمزيّ في الشعر، يتعارض مع الغالبية العظمى من النماذج التي امتلأ بها شعرنا العربيّ منذ أكثر من نصف قرن.

book

أولدتِ الأحياءُ الكبيرة للمدن عشرات القصص تستغرق روايتها عشرات السنين، كحيّ "العشّار" بالبصرة، المنصَّف بنهر متفرع من شط العرب الكبير، كانت تُستوفى في زاوية مصدرهِ ضريبةُ "العُشر" الجمركية، خلال العهد العثماني. لا تتعدى مساحة هذا المركز التجاري ميلاً مربعاً واحداً، لكن الدوران حوله مقرون بعدد القصص المرويّة عن حياة ساكنيه وعامليه المحسوبة بحوادث غير مسجّلة في ديوان، ولا تنتسب حكايتُها لراوٍ بعينه. تتداول الألسنةُ حكايات شفاهية خفيفة بوزن طاقيّة رأس، أو ثقيلة بوزن كيلة قمحٍ في قبّان ضريبة العُشر؛ وكلّ راوٍ يطارد لقطةً عابرة من جريان النهر البشري المجاوِر للنهر الطبيعي، يستخلص منها متعةً للنظر، ونغمةً للصوت، ونشقةً من رائحة إنسان.

book

سيرةُ أحلامٍ محطّمة ووعيٍ جمْعيٍ لبلادٍ بأسرها مُرِّغَ أمام شهوةٍ عارمةٍ للتسـلّط وإذلالِ شـعبٍ بأكمله هي أداة بناء المِعمار الروائي التوثيقي الذي أنجزه الكاتب البيرواني والتر لينغان بملَكَتِه الحكائيّة المتأثّرة بطفولةٍ مُشبعة بقصص الجدّات والغابات الاستوائيّة التي نشأ فيها.تتوالى أحداث العمل الروائي في وصفٍ متنقّل ما بين مسيرة البيرو تحت حكم ألبرتو فوجيموري وحياةٍ حافلةٍ بالرفض والسجن لبطله الذي تتعدّد صورُ رفضِه من مقال حرٍّ إلى مناجاة لصورة الحبيبة/ الحلم التي لا تُبارحه، فضلاً عن وصفه الأشكال المتعدّدة للثورة الشعبية في وجه الديكتاتورية الحاكمة وتوابعها.وقد استند لينغان في ذلك كله إلى سِيَرِ شخصيّات بمونولغات حواريّة مفترضة بين الضحيّة والجلاد وإلى توصيفٍ مريرٍ لحال شعب البيرو في تلك البرهة الزمنيّة من عُمر القتل المترحِّل بأنواعه العديدة بين بلادٍ وأزمنةٍ مختلفة. تتوالى أحداث العمل الروائي في وصفٍ متنقّل ما بين مسيرة البيرو تحت حكم ألبرتو فوجيموري وحياةٍ حافلةٍ بالرفض والسجن لبطله الذي تتعدّد صورُ رفضِه من مقال حرٍّ إلى مناجاة لصورة الحبيبة/ الحلم التي لا تُبارحه، فضلاً عن وصفه الأشكال المتعدّدة للثورة الشعبية في وجه الديكتاتورية الحاكمة وتوابعها.وقد استند لينغان في ذلك كله إلى سِيَرِ شخصيّات بمونولغات حواريّة مفترضة بين الضحيّة والجلاد وإلى توصيفٍ مريرٍ لحال شعب البيرو في تلك البرهة الزمنيّة من عُمر القتل المترحِّل بأنواعه العديدة بين بلادٍ وأزمنةٍ مختلفة.

book

يُعَدُّ كتاب "أيَّام القراءة" على صغر حجمه من أهمِّ مؤلَّفات مارسيل بروست بعد مؤلَّفه الضَّخم "بحثًا عن الزَّمن المفقود" الذي أكسبه شهرةً عالميَّة.تنبع أهمِّيَّة "أيَّام القراءة" من اشتماله على زُبدة الأفكار التي كوَّنها وعايشها بروست عن القراءة ودورها لا في صقل موهبته الأدبيَّة فحسب بل في تكوين شخصيَّته وإعطاء معنىً للحياة وتقوية إرادته في العيش هو المريض منذ الطُّفولة بالرَّبو والذي عانى من اضطراباتٍ نفسيَّةٍ وعصبيَّةٍ كانت تقوده إلى المشفى حينًا وإلى الانطواء والعزلة في معظم الأحيان، ومكَّنته من تحمُّل هذا كلِّه وصنعت منه كاتبًا كبيرًا جعل من سيرة حياته الحميمة سلسلةً من الرِّوايات الخارجة عن مقاييس الرِّواية التَّقليديَّة من حيث السَّرد وبناء الشَّخصيَّات وغياب الحبكة والنِّهايات المفتوحة التي طبعت معظم عمله الرِّوائيِّ في "بحثًا عن الزَّمن المفقود"، ما حمل بعض النُّقَّاد على اعتباره رائد الرِّواية الحديثة.

book

جسدت حياة لندن التحديث المحموم لأمريكا في الفترة بين نهاية الحرب الأهلية وبداية الحرب العالمية الأولى. بفضل تعطشه للمغامرة، وقصة نجاحه من الفقر إلى الثراء، وأفكاره السياسية التقدمية، عكس لندن في قصصه صورة أصيلة لتشكل الأمة الأمريكية، وتحولها إلى قوة عالمية وحضارة صناعية.ولأنه كاتب بعين ثاقبة وإحساس فطري، أدرك لندن أن عدد القراء المتنامي في البلاد مستعد لنوع مختلف من الكتابة؛ إذ يجب أن يكون الأسلوب مباشرا وقويا وحيويا، وكانت في جعبته الورقة الرابحة، من مغامراته في ألاسكا وكلونديك، وفيهما الجذب القوي للقراء الأمريكيين، التواقين لإبداع نوستالجي. البروفيسور كينيث براندت

book

اعتمد مؤلّف الكتاب في دراسته القيمة لأحوال البدو والعشائر في البلاد العربية على مشاهداته وملاحظاته الناجمة من معيشته مع القبائل والعشائر المتوطنة أو شبه المتوطنة على ضفاف دجلة والفرات، فضلاً عن الإحاطة بما كتب عن تلك المناطق من مستشرقين وعرب مختصين، جامعاً القواسم المشتركة لأحوال البدو والقبائل، ومصنفاً إياها بشكل سلس ومختصر.إن التجوال الاستثنائي بين المجتمعات البدوية والقبلية والمكوث بين ظهرانيها في مختلف البلاد العربية مدة طويلة مكّن المؤلف من التوصل إلى معلومات قيمة عن أدب البادية، تقاليدها، وعاداتها، والتحولات الاجتماعية التي تحدث فيها.يجد القارئ في الكتاب إلماماً فريداً بالحضارة البدوية، ومعرفة موسوعية بمصطلحاتها، غنائها، أدبها، ورقصها، مع فصول خاصة برؤية سكان البادية للدين والسحر والخرافات، الحروب والغزوات، والتنظيم الاجتماعي، ما يمنحه قدرة جلية على التغلغل في الظواهر الاجتماعية لعالم البدو والعشائر وتفسيرها على نحو دقيق.

book

يندرج هذا الكتاب ضمن انشغال بلاغي يسعى إلى الكشف عن الأبعاد التواصلية بالوصية باعتبارها شكلا أدبيا له سماته الخاصة، وذلك من غير الوجهة التي انصرفت إليها البلاغة بمفهومها السائد بوصفها وجوها يتعين على الدارس رصدها بالنصوص تطبيقا أو جردا، لذلك أخذت هذه الدراسة منحى يتغيا ضبط أشكال تحقق الإقناع والتأثير في متلقي الوصية، وذلك باعتماد أدوات علمية دقيقة تكشف عن صور حضور الحِجاج بهذا الشكل الأدبي، مما ساعد على إبراز مواقف تواصلية متنوعة، جعلت من شأن هذا الكتاب أن يفيدكذلك المهتمين بالدراسات الدينية، والتاريخية، والسياسية، والتربوية، وغيرها...