وفّقت صاحبة الكتاب إلى إنصاف ابن رشيق، فإذا هو من أبرز أساطين الأدب والنّقد في العربيّة: بلورت شخصيّته الأدبيّة في كلمات، ورسمت ملامح فلسفته الفكريّة في علامات، وقد اكتشفت السلك النّاظم لمشروعه الحضاريّ، والنَّسَق الذي تخضع له أعماله الأمّهات. حرّرته بعنوان دالّ، طريف السّؤال، وأقامته على إشكاليّة، تحرِّك السّواكن في القضيّة.ونحن نشهد في هذا التّقديم بعد القراءة والمناقشة أنّ هذا الموضوع جدير بالدرس؛ لأنّ ابن رشيق، رغم كونه عمدة النّقد في حظيرة العربيّة، معروف الاسم مشهوراً، ورغم كثرة ما حظي به من أصناف البحث، فإنّ أهمّ خصائص فكره، ودقائق نقده، والرّؤية الكليّة التي كان قد صدر عنها في رصده دورة العمليّة الأدبيّة، بقيت خفيّة طيلة القرون العشرة التي تفصلنا عنه.أ.د محمد الهادي الطرابلسي