بلا رحمة بيت عراقي مختوم بالشمع الأحمر
-
تأليفهناء سلمان
- الناشردار الرافدين
- السنة2017
تحتل هذه الشهادة التاريخية عن اصوات منسية الترتيب الثالث في سلسلة (من إبادة الارمن الى إبادة الايزيديين – مائة عام من الإبادة الجماعية)، في سـياق يـوثق الفظائع التي واجهت المجتمع العراقي بكافة أطيافه ومواطنيه. يقدم الكتاب شهادة مؤثرة عن حقبة تغول الدولة القومية في العراق، وفي توثيقه لقصة التهجير القسري والإقتلاع المرعب للمواطنين الإفراد بوصفهم ينتمو ن الى جماعة متخيلة، بناء على تصور سلطوي بيورتياني للهوية، يسلط الضوء على الإجتثاث المنهجي الرسمي لعشرات ألالآف من العراقيين الذين غيبت مأساتهم من ذاكرتنا الجمعية، ويدعونا للتساؤل عن مصيرهم، بعد أن ضاعت في ضجيج الـحــروب والنزاعات المتعاقبة أصـواتهم المستغيثة.و تهدف الاجزاء المتعاقبة من السلسلة، إلى إثارة الانتباه الى سلسلة الإبادات والتهجيرات القسرية والتطهير الإثني التي حاقت ببلاد ما بين الحربين، بغية عدم تكرارها. لذا، نطمح الى ان يكون المشروع مناسبة لحراك ثقافي وفكري من اجل فهم كيفية تفجر نوبات التطهير العرقي والقتل الجماعي والتهجير القسري الملازم لنمط محدد من أدارة الدولة للتنوع، يقوم على هوية مثلية طاردة للاختلاف، وبالتالي قد نكون قادرين على منع وقوع نتائجها الكارثية في المستقبل. وسيتطلب منا ذلك، مراجعات واصلاحات في طرق تفكيرنا، كما في اصلاح مناهجنا التعليمية، وفي تصميم سياسات حكوماتنا في إدارة التنوع والأختلاف. وكما انتج تغول الدولة في العراق جمهورية خوف و دولة منظمة سرية في حقبة البعث، فإن تفكك الدولة في حقبة تأسيس نموذج دولة المكونات وظهور تنظيم داعش، قد أنتج فظائع وإبادات جماعية وتهجيرات قسرية جديدة، وسيظل تأسيس نموذج "دولة مواطنة حاضنة للتنوع الثقافي حلما يغذي سعينا المشروع للتعلم الجدي من نكبات الماضي. و أعتقد إن هذا جزء من رسالة الشهادة التاريخية التي ينطوي عليها هذا الكتاب.
0 مراجعات