رسائل من ثقب السرطان
-
تأليفمحمد خضير
- الناشردار الرافدين
- السنة2017
لا أعوّل على الجانب اللغوي في بداهتي الإنشائية فقط، وإنما أستعين ببداهتي التخطيطية لتعويض العناصر الضرورية المفقودة من مقالتي (المعلومة، النقد، المنهج)، كما أستعين ببداهة القارئ لتصوّر هذا الجانب المفقود. ألجأ إلى كراسات رسومي لتجسيم الجانب التصويريّ المكمِّل للجانب اللغوي التجريديّ. أختار بعض الرسوم لسدّ الفراغ التعبيريّ، أوّلها رسمٌ مستوحى من قصة كافكا (طبيب الأرياف)، وثانيها رسمٌ مقتبس من لوحة جواد سليم (الشجرة القتيل)، وثالثها رسمٌ من شارع القتل العراقي، ورابعها رسمٌ خاصّ بي اسمه (القناع الأخير). إنّي أعوّل على تصوّر القارئ لأشكال هذه الرسوم (التخطيطات) وإضافة تفاصيل تعبيرية لها. فليتصوّر القارئ معي رأسَ الحصان المطلّ من النافذة في الرسم الأول منتشياً بالجرح في قصة كافكا، ورجلاً يمشي برأس مقطوع يحمله بين يديه خارجاً من صفّ من جذوع الأشجار اليابسة في الرسم الثاني، وسريراً تتناثر على شرشفه أعضاءٌ إنسانية مبتورة من أجسادها في الرسم الثالث، ثم ليتصوّر معي في الرسم الرابع رجلاً بائساً يُلقي بثقله على قناعٍ معدني خلعَه من وجهه وحصَرَه بين فخذيه. أعلم بحاجتي إلى هذه المكمّلات التصويرية لتجسيد رؤيتي الممتنعة عن الظهور في بؤرة الفراغ الإنشائية، وقد صار واضحاً أنّي لا أعني سوى نفسي بهذا الالتفاف الطويل حول البؤرة التي وصفتُها في بداية المقالة. لا أملك من المساحة الإنشائية إلا ما أؤكد بها حريتي الدوديّة التي تمرح في جرحها، وأنا أعلم أنّ للآخرين حرّيتَهم في اختيار مساحات إنشاءاتهم. لا تشمئزّوا حين ترون «إنشائي» ينمو بين الدّود.
0 مراجعات