القلعة
-
تأليففرانتس كافكا
- الناشردار الرافدين
- السنة2019
هناك أيضًا في الساحة الرئيسية كانت تقوم كنيسة، جزؤها الأكبر محاطٌ بمقبرة قديمة، وهذه بدورها محاطة بسور عالٍ، لم يتمكن من تسلقه إلا قلة من الفتية، وحتى ك لم يفلح. لم يكن الفضول ما دفعهم إلى ذلك، فالمقبرة بالنسبة إليهـم لم تعد تنطوي على أسرار. لقد دخلوها سابقًا عدة مرات عبر بوابتـها الحديديـة، لكنهم ابتغوا إخضاعها من فوق السور العالي والأملس. ذات يوم قبل الظـهر – كانت الساحة الساكنة والخاوية تفيض بنور الشمس – أفلـح ك بشكـل يثير الدهشة، وفي موضع أخفق مراتٍ عنـده سابقًا، في تسلقه مـن المحـاولة الأولى وبين أسنانه علَمٌ صغير. كانت قطع الحجارة لا تـزال تتساقـط مـن تحته عندما اعتلى السور. غرس العلم في شقٍ وفردت الريح القماشة، نظر إلى الأسفل ومن حوله وكذلك من فوق كتفه إلى الأفق، ثم إلى الصلبان المغروسة في الأرض؛ لا أحد الآن وهنا كان أكبر منه. في الرواية المألوفـة يبقى المرء في نطاق الرواية، ولا يطالب بتفسير بعد انتهائـه من قراءتها. ويـأتي كاتب مثل كافكا، يكتب عن أمور بسيطـة في الحقيقة، عـن مساح أراضٍ مثلًا، ومع ذلك يتسم هذا كله بجمال أخاذ يستحوذ على القارئ بطريقة ما، لأنه ذو مغزى كبير على نحو خاص. ألفرِد دوبلين إذا شئتُ رسمَ شجرة عائلتي الأدبية، فسأضع عليها غوغول وكافكا وثربانتِس.. ولكن إذا أردتُ اختيار كاتبي المفضل، لقلت فوراً كافكا، فهو أحد أهم الكتاب في تاريخ الأدب، وبالنسبة إلي يُعد أكـبر روائي في القـرن العشرين.
0 مراجعات