اريدك بخير كي اعبر الشارع مظمئناً
-
تأليفصادق مجبل
- الناشردار الرافدين
- السنة2019
بشعر صادق تتدشّن آفاق قصيدة ذات نسغ حيّ ووعي باللغة والإيقاع معا. د.حاتم الصكر بهذه المجموعة يقدم صادق مجبل ديواناً متماسكاً؛ لغةً، وانشغالاتٍ ونبرةً، بما يؤكّد جدية العمل الشعري. بعض النصوص الموزونة يعطي تنوعاً ليس بالإيقاع حسب وإنما أيضاً بطبيعة التعبير الشعري. عبد الزهرة زكي تأتي "الفراشة المرتطمة بزجاج نومها". يأتي الجمال "مفاجأة العيد"، أي من مناطق الدهشة، ومن حيث يأتي الشعر دائماً... عيسى مخلوف فيه استعادة لبراءة الكلمة واستعادة للمعنى الذي يُزدرى ويُسحَق ويُشظّى في جلّ ما نقرأ لمُحدَثي الكتابة، اليوم. مع نصوص كهذه، يمكن استعادة الثقة بالكتابة وغاياتها والتأكّد من أن الفوضى التي تعصف بها، وبالشعر بشكل خاص، لا يمكن أن تكون هي المآل الذي لابد منه وليست هي المرجع الذي يجب ان يُسلّم به، المرجع البديل عن الكتابة الحقة الطالعة من الألم والشغف الحقيقي بها، كذلك الانشغال الصادق، لتكون خياراً واعياً وموقفاً، وليست لهواً ونشداناً لأغراض الشهرة وكل ما يقع خارج مهام الكتابة الحقيقية وشجونها. كما لمست وعياً بأشكال الكتابة، فضلاً عن المقدرة، سواء كان بالوزن أو بالنثر والقدرة على تعليل ذلك. باسم المرعبي يحضر في شعر صادق مجبل التوافق -الذي بات نادراً- بين الكتابة والتجربة الداخلية، لا اصطناع هنا ولا زيف. بل بصيرة ذات مثقلة بالعالم، يأتي "سلامها الداخلي" من سلام الآخر/العالم. يغذي ينبوع الخوف الصّوت الشعري ليضيء النصوص ويشدها بين وتر المعاناة وقوس البراءة. يتقدم صادق بهدوء إلى المشهد الشعري، أنه هدوء الشعر الرائف في عالم القسوة والصخب. علي محمود خضيّر
0 مراجعات