book

زعماء واتباع

إنه ليس كتاب سيرة للشخصيات التي يدور البحث في زعامتهم، ولاينشغل بتدوين أي صنف من أصناف تأريخهم، ما خلا المتعلق بالتحليل البنيوي والسياقي، فأن تكون الزعامة السياسية موضوعاً للإنثروبولوجيا في فضاء معقد كالفضاء الشيعي، فهي مهمة علمية على مستوى المنهج في المقام الأول، فعلى الرغم من التقدم في الدراسات الشيعية في العقدين الأخيرين، بيد أن قليلاً منها خرج من المختبر الإنثروبولوجي، لذا كان سؤال كيف تبحث الزعامة السياسية إنثروبولوجيا؟ كان ثمة سؤال بكر في حقل الدراسات الشيعية. وهو ما فرض سلسلة من المواءمات ما بين الحقل ـــ أي الزعماء والأتباع ـــ والتنظيرات المختصة بالتحليل الثقافي للزعامة.وبانتهاء هذه المواءمات وتحديد الجهاز التحليلي المناسب للحقل. انتقلت المهمة الى تعقيدات ذات الحقل. فهذا الجهاز التحليلي استند إلى فكرة النماذج البدئيّة عاداً إياها المنفذ الى الوعي الشيعي للكشف عن متخيّله السياسي. وتم له ذلك عبر حقل الطقوس الدينية والسياسية للزعماء. بيد أنه لم يهمل استناداً إلى ثنائية المقدس والعادي التي تحكم هذا الوعي في النظر بالتحليلي العملياتي، وهي المدرسة التي تطيح بالتحليل القيمي في البنائية السـياسـية. وتنزع الى أن الأتباع يتحـركون عملياتياً ما بين الزعماء استناداً الى اختيار وقرار قائم على المصلحة. وفي هذا المجال التحليلي يمكن الاعتراف بعناء الحقل الذي يمد الباحث بما يرجوه من البيانات. إلا أن سلوى البحث أن العملياتية ليست إلا المرحلة اللاحقة لنمط العلاقة الرئيس بين الأتباع والزعيم. والتي كشفت عبر النماذج البدئيّة.