مغامرة هذا الكتاب هي التلذّذ بكتابة على تخوم الغياب. من خلال فصوصه التفكيكية نعوّل على الغرائبيّ؛ الهجين بين الفلسفي والتخييلي انجذاباً لأدبية النص وجماليته، تـملصاً من مثالياته الغارقة في سلامة الدّلالة وتكاملها. فالحركية الدّؤوبة التي تنشط عبرها نصوص الكتاب هي أَشكلة السّؤال وبثّ روح الفكّ والشّك، بعبارة أخرى هي حركية اللاَّحركة التي ليس لها معنى إلا في لاشيئيتها وتشتتها بحثاً عن اللاأثر وحضور اللاّحضور وتطويق الفراغ الـمطلق الذي يهيمن على الفكر. هذه الحركية هي إطلالة على اللاّمفكر فيه من خلال صخبه واستكانته وبالتالي هي تجربة مثخنة بالاستحالات وحماسة الهجوم على الحدود وشفافيتها الزّائفة. تضجّ فصول هذا الكتاب بتخريب المقولات الجوهرية التي أرّقت النص وأغلقته، هي إزاحة التخوم حيث ينفتح النص بكل دينامية وحرية ومراوغة على غرابة العالم والوجود من خلال تحسّس الأقاصي وبالكتابة عن الفراغ السَّحيق. نستشهد عبر هذه الفصوص بكتابات متوتِّرة ومتمرّدة (جاك دريدا، رولان بارت، إدمون جابيس، هلين سكسو) على نواميس اللّغة وتراكيبها، معزّزة حركة إبداعية غير متحيّزة، لتقديم نصّ مفتوح دون حدود ينبلج بطاقاته التخييلية على التخوم الـمطلقة التي تحفّنا.