خيارات التصفية

إعادة تعيين التصفية

المكتبة

فلتر
book

هنا في هذا الكتاب، حكايات غير مروية في سياق متصل، عن انهيار الطبقة الوسطى والبرجوازية المدينية في العراق، وما ترتب على ذلك بصعود قيم الأصولية السياسية- الثقافية- الاجتماعية، ليبدو الاغتراب وقد تحقق فعلياً لجهة الانسحاق والعزلة حد الاخفاق والغربة التامة.هنا استعادة لأثر أولئك الحالمين الذين هزّوا بقوتهم الفكرية والروحية، بل وحتى بقوة مشاريعهم التحديثية الواقعية، تلك الأعمدة الثقيلة لحركة مجتمعاتهم، أولئك الذين واجهوا السؤال بشجاعة "لماذا يشعر المثقف في الوطن العربي أنه في طليعة مجتمعه المتغير، ويشعر في الوقت نفسه أنه غريب عنه، مهما تبنى طموحات هذا المجتمع وكرس نفسه لرغائبه؟ لماذا يشعر المثقف أن طاقته مهدورة وأنه في خضم القوى المتنازعة داخل مجتمعه بات هو الأقل شأنا من هذه القوى كلها، وأن نفوذه فيما يحيط به ليس إلا وهما آخر يدفعه إلى القطيعة مع محيطه" كما يقول الكاتب والروائي والناقد جبرا إبراهيم جبرا الذي "شغلت قضية المثقف ونخبويته كتاباته، وهو بين الكتاب العرب الأوائل الذين تحدثوا عن مفهوم الاغتراب في الثقافة".هنا قراءة من باب رد الجميل لمن حملوا لنا غواية لا أجمل ولا أعذب، لمثقفين عراقيين جعلوا الحداثة والتنوير مبررات لوجودهم، لمثقفي الحداثة الطليعيين قبل نحرهم على يد جموع الشعبوية المدفوعة بحماسة الشعارات والمهووسة بجنون أحزاب اليمين واليسار على محاربة فكر الطليعة بوصفها فكراً رومانسياً مترفاً لا يلبي حاجات الناس ولا ينتمي إلى زمانهم، إلا إن مصير اولئك الطليعيين الحالمين الصادقين ما لبث إن صار مصير وطنهم.

book
$7.00

كتبت الرواية عام 1924، ورسمت بعمق وألم حالة الفوضى التي أصابت البلاد، وإحساس المواطن بالضياع والغربة، والخوف على المستقبل ووصوله مرحلة الانهيار، أمام عصبة من الأشخاص تعبث بكل شيء، وتدمر كل شيء لغاية لا يُدركها إلا" الشيطان"!إن بطل العمل أمين السر في مستودع أعواد الثقاب، الذي نزع من رأسه فكرة "تقلبات الدهر" وغرس عوضاً عنها ثقةً بأنه سيستمر في عمله هذا، في المستودع حتى نهاية الحياة على سطح الكوكب، وجد نفسه يعيش محنة قل أن تحدث إلا في الأنظمة الشمولية، أو في موسكو بداية العشرينيات زمن الانتقال من نظام إلى نظام.في هذه المرحلة يجد كوروتكوف نفسه مطروداً من عمله بحججٍ واهية. الشخصية التي تطردُهُ - والتي سماها المؤلف ساخراً "كلسونير" شخصية غريبة جداً، فيها من البشر شيء ومن العفاريت أشياء، إنها تحتل المؤسسة وتبدأ العبث بها، وبموظفيها، وحين يحاول كوروتكوف أن يفهم ما الذي يجري، تبدأ متاعبه من سرقة وثائقه الشخصية، إلى اكتشاف أن "كلسونير" وجماعته يديرون البلاد كلها. ثم كلسونير هذا ليس إنساناً مثلنا إنه قادر على التحول إلى كل ما لا يخطر على بال القارئ: ديك أبيض، ساعة جدار، تنين وقد يغوص في باطن الأرض تاركاً رائحة كبريت نفاذة، وهو قادر مع مجموعته على ملاحقة كوروتكوف، ودفعه إلى الجنون... لينتهي العمل بمحاصرة كوروتكوف الرافض للانصياع على سطح أحد أعلى الأبنية في موسكو، ليختار أن يُلقي بنفسه إلى الهاوية وهو يردد "الموت لا العار"، لكنه حين يسلّم جسده للهواء يشعر بأنه يطير إلى الأعلى نحو الشمس... ويواصل طيرانه حتى يحس باصطدام تلك الكتلة الذهبية المضيئة برأسه... ويتوقف عن الإحساس بأي شيء.

book

يكتب ميخائيل بولغاكوف رواية " البيوض القاتلة "، في مرحلةٍ صعبة من مراحل حياته. وهي رواية سخرية مرّة، وهجاء مقذع لروح المغامرة غير المحسوبة التي كانت تقود بعض القادة السوفييت، ممن سخّروا العلم والثقافة والمعرفة لغايات غبيّة ٍ، وظنّي أن كبار قادة المرحلة لو انتبهوا إلى ما ضمّه هذا العمل من بعد نظرٍ، ورؤية مستقبليّة لكل ما ستؤول إليه أوضاع البلاد، لجنّبوا أوطانهم وشعوبهم كثيراً من المآسي والخيبات، التي تراكمت خلال سبعين سنة وأدت أخيراً إلى انهيار الاتحاد السوفييتي، وقد حظيت هذه الرواية بإعجاب مكسيم غوركي وتشجيعه ،لكنها جوبهت بنقد حاد، واتهم الكاتب "بسوء النية"، وباتباع " مزاج ٍ برجوازي جديد "، وما إلى ذلك مما سبب له الكثير من الآلام والهموم، بالإضافة طبعاً للمحاربة، ومنع نشر بعض أعماله، و هي كما سيلمس القارئ من أجمل روايات الخيال العلمي المبكَّرة، و أكثرها إقناعاً، مع كل الأحداث الغريبة التي تجري فيها منذ لحظة اختطاف اختراع البروفيسور بيرسكوف وصولاً إلى ذلك الصقيع الذي يجتاح البلاد.

book

قد يكون تعبير السوق السوداء تعبيرا سيئا في الاقتصاد، لكن قد لا يكون مشابهاً للمفهوم ذاته في السياسة الخارجية والعمل الدبلوماسي، ففي المفهوم الاقتصادي تعني التعاملات التجارية التي يتم فيها التحايل على القوانين الضريبية والتشريعات التجارية، ومن ثَمَّ التجاوز على القواعد المفروضة، ولكن أحيانا تنشأ هذه الأسواق بسب عدم قدرة الإنتاج الوطني والاستيراد على تغطية الطلب الداخلي، أي بالمفهوم الاقتصادي حصول حالة سوقية يزداد فيها الطلب إلى حد بعيد على العرض، وقد يتقارب هذا المعنى مع الحاجة الضرورية لقيام سوق دبلوماسية سوداء.غالبا ما تُمارس دبلوماسية القناة الخلفية خلف الكواليس بالتوازي مع دبلوماسية القنوات الأمامية، كما يجب التمييز بوضوح، بين دبلوماسية القنوات الخلفية والدبلوماسية السرية، أو سياسة خارجية سرية، كما قد يفهم البعض.إنَّ مفاوضات القنوات الخلفية سواء تلك التي مارسها رجال الدبلوماسية المهنية أو التي شغلها رجال الأعمال لإيجاد وساطات، لبدء الحوار كانت الأداة الأنجع لحل المشكلات.تأتي أهمية هذا الكتاب في بيان أهمية استخدام القنوات الخلفية في الوصول إلى الحلول الدبلوماسية المطلوبة بين مختلف الفواعل الدولية، وتقنين استخدام هذه القنوات الخلفية لكي تصبح أكثر فاعلية لتحقيق أهداف المصلحة الوطنية، وكذلك العمل على تجاوز حالة القطيعة والانسداد السياسي في العلاقات الثنائية على مستوى السياسة الخارجية، عبر إيجاد آليات تسمح بإيجاد حراك دبلوماسي معين، الذي قد يصل إلى مرحلة توظيف العلاقات الشخصية والعامة في فتح القناة الخلفية.

book

حقق أيتماتوف نجاحات كبيرة في وصف حالة الإنسان الداخليّة ومعاناته، ومبررات سلوكه. وسنراه يحاول دوماً الوصول إلى زوايا العالم الداخلي لهذا الكائن العاقل، ويتجلّى ذلك بوضوح عندما تكون الشخصيّة في حالة مفصليّة أو حديّة، فيحدثُ في نفسية البطل تناقض بين الخير والشر، بين ما هو أخلاقي، وما هو غير أخلاقي، بين المصلحة الشخصيّة ونكران الذات.تحتلُ مسألة الأخلاق في أعمال أيتماتوف أحد الأماكن المركزيّة. يعيش الخير والشر داخل الفئة الاجتماعية الواحدة، وداخل الإنسان الواحد كما سنرى في هذه الرواية التي بين أيدينا "عين الجمل". يقولُ أيتماتوف: "من الصعب أن تُبرز الصراع بين الخير والشر داخل هذه الحياة... ولنقل إن الإنسان يمكن أن يكون طبيعياً تماماً، ومع ذلك تعشش في أعماق روحه القسوة. كيف سيتصرّف هذا الإنسان في أوقات الأزمات؟ ما الذي سينتصر في داخله-الخير أم الشر؟ أي إنسانٍ هو-شرير، أم خيّر؟ إنّه خيّر إلى لحظةٍ معيّنة؟ بالنسبة لي فإن القسوة المحتملة، الخفيّة تثير اهتمامي أكثر من الشجار والقتل...أحاول أن أُظهر في الإنسان احتياطي تلك القوى الإنسانيّة، التي تصارع الشر".

book

عبر عصور التاريخ، ظلَّ كلُّ جيل يعتقد أنه يحمل معرفة أكثر عمقًا من الجيل الذي سبقه. فقد وصف العرب الفترة التي سبقَت ظهور الإسلام بـعصر "الجاهلية"، وأطلق الإنسانيون على العصور الوسطى "عصور الظلام"، أما في عصر التنوير، فكان يُنظر إلى الجهل على أنه الركيزة التي تقوم عليها الأنظمة الاستبدادية، والتعصب، والخرافات، التي كان يأمل العقلاء في إزالتها بحلول عهد يسوده العقل والمعرفة. واليوم، تسعى الدول الحديثة للقضاء على "وحش" الجهل، في عالَمٍ يموج بالمعلومات ويتصل بآفاقها المتجددة اتصالًا وثيقًا. فماذا عن المعرفة التي فُقدت مع مرور الزمن؟ وهل نحن اليوم بالفعل أقل جهلًا من أسلافنا؟يقدِّم الكتاب عرضًا عن تاريخ ظاهرة الجهل الذي رافق البشرية في شتى المجالات كالدين، والعلم، والسياسة، والحروب، والأعمال التجارية، والكوارث الطبيعية. ويستعرض العديد من الأمثلة التاريخية التي تُلقي الضوء على أنواع الجهل المختلفة، سواء كان جهلًا متعمَّدًا أمْ غير متعمَّد، واعيًا أمْ غير واعٍ؛ وصولًا إلى استقصاء معمق للمعرفة الإنسانية عبر العصور، والتعرف على حدودها.

book

تتنقل ستار كارتر ذات الأعوام الستة عشرة بين عالمين متناقضين: حي السود الفقير الذين تسكنه، والذي تنخره العصبات وتجارة المخدرات والفقر، والمدرسة الثانوية الفاخرة التي ترتادها في ضواحي البيض. يتحطم التوازن غير المستقر بين هذين العالمين عندما تشهد ستار مقتل صديق طفولتها خليل -الأعزل- على يد ضابط شرطة أبيض البشرة. تتصاعد وتيرة الأحداث ويتصدر خبر مقتله عناوين الصحف ونشرات الأخبار، بين مؤيد لقتله ومطالب بحقه، بعضهم وصفه بأنه مجرم وتاجر مخدرات، ومتظاهرون خرجوا إلى الشوارع يطالبون بحقه وحق مئات المضطهدين في شتى بقاع العالم الذين يرزحون تحت سياط ظلم وتعسف ماكنات العنصرية والتمييز الطبقي. يريد الجميع معرفة ما حصل ليلتها، ولأن ستار شاهد العيان الوحيد في هذهِ القضية، فأن ما ستقوله -أو لا تقوله- قد يقلب مجتمعها رأسًا على عقب، كما قد يعرض حياتها للخطر.حصاد الكراهية هو أول أعمال الكاتبة آنجي توماس مستوحاة من حركة حياة السود مهمة وعنوانها The hate U give مأخوذ عن أغنية توباك شاكور الذي قال إن الكراهية التي ينفثها المجتمع في وجه الأطفال الصغار ستعود عليه وستدمر الجميع. تروي قصة فتاة عادية في ضروف استثنائية تناولت فيها العنصرية وعنف الشرطة وازدواجية المعايير وتزييف الحقائق وغيرها من المواضيع المهمة. حصدت الرواية جوائز عديدة وتربعت على عرش قوائم الكتب الأكثر مبيعًا لفترة طويلة.

book
$7.00

في رواية "جميلة"، التي وصفها أراغون بأنّها أجمل قصة حب معاصرة، والتي كان الراوي البطل لها مراهقًا يبلغ من العمر 15 عامًا، تجلَّت السمةُ الرئيسية لنثر آيتماتوف: مزيجٌ من الدراما الشديدة في وصف الشخصيات والمواقف، مع بنيةٍ غنائيّةٍ في وصف الطبيعة وعادات الناس.تروي "جميلة" حكايةَ امرأةٍ شابة من قيرغيزستان تعيشُ صراعاً في أعماقها من جهة، ومع الوسط المحيط من جهة أخرى، بسبب تميّزها من سواها في تعاملها مع ما يختلج في نفسها من مشاعر، في تناقضٍ مع العادات الاجتماعيّة البالية والتقاليد القديمة. لقد وجدت جميلة في دانيار المتواضع المجتهد والفقير، الذي عاد من الجبهة بسبب إصابةٍ في ساقه لم تمنعه من العمل في الكولخوز، وجدت صديقًا يستطيع فهمَها بعمق، رجلاً يستحق حباً كبيراً. ولقد أظهر آيتماتوف في هذه الرواية التي تحدَّثَ عن شخصياتها من خلال أنموذج الفتى "سيّد" فراسةَ وفطنةَ البطل. دخل الكاتب عميقاً في نفسيّة الإنسان، واصفاً المعاناة الداخليّة للأبطال، وحالة الفقدان المؤلمة التي عاشها الفتى "سيّد" حين فرَّ العاشقان: جميلة ودانيار من القرية. لقد حقق آيتماتوف نجاحات كبيرة في وصف الحالة الداخليّة للإنسان، ومعاناته، ومبررات سلوكه. وسنراه يحاولُ دوماً الوصول إلى الزوايا كلها في العالم الداخلي لهذا الكائن العاقل، ويتجلّى ذلك بوضوح، عندما تكون الشخصيّة في حالة مفصليّة أو حدّيّة كما سنرى في شخصيّة "جميلة" نفسها، فيحصل في نفسيّة البطل تناقضٌ بين الخير والشر، بين ما هو أخلاقي، وما هو غير أخلاقي، بين المصلحة الشخصية ونكران الذات.

book

على امتداد عشرة فصولٍ، يُناقش كتاب "مفاتيح خزائن السَّرد" الأصناف السَّرديَّة الكبرى في الأدب العربيِّ القديم، بدءاً من الحكاية البطوليَّة قبل الإسلام، ومروراً بالسَّرد التاريخيِّ، وحكاية الرُّؤيا، وحكاية الحَيَوان، والسِّيرة الشَّعبيَّة، والحِكَم والأمثال السائرة في التُّراث الثَّقافيِّ، وصنف المقامة وعلاقتها بفنِّ الكدية. ويتفحَّصُ إمكان وجود رواية عربيَّة قديمة، ويتطرَّق للسَّرد الأمثوليِّ والخرافيِّ المترجم. يتناول الكتاب الخصائص الثَّقافيَّة والبنائيَّة لكلِّ صنفٍ من هذه الأصناف السَّرديَّة في ضوء علاقتها بمدوَّنةِ المعتمد الأدبيِّ الراسخ الذي طوَّرتْهُ أجيالٌ من الأُدَباء بوصفه القيمة المثاليَّة الثابتة للأدب، وبوصف لغتِهِ اللُّغة المعياريَّة التي لا معدلَ عنها.يهتمُّ الكتاب بفحص الأدوات الاصطلاحيَّة والمفهوميَّة التي توطِّد بها لغة السَّرد نفسَها في الذاكرة الثَّقافيَّة للمجتمع؛ وعلاقة النُّخبة المثقَّفة باللُّغة المعياريَّة من جهةٍ، ولغة السَّرد من جهةٍ ثانيةٍ، بهدف تخليص التَّحليل الصِّنفيِّ من التَّراتب الأيديولوجيِّ والثَّقافيِّ الذي أخضعتْهُ له الأدوات النَّقديَّة المعياريَّة القديمة.

book

سعت مؤسسة “مسارات” لإطلاق سلسلة توثّق للإبادات في القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، وصولاً إلى ما ارتكبه تنظيم داعش من فظاعات قل مثيلها. جاء الإصدار الأول من السلسلة (100 عام على إبادة الأرمن)، بجهود مشتركة مع (اللجنة المركزية لإحياء الإبادة الأرمنية في العراق)، وأحتل الكتاب التوثيقي "الفرمان الأخير" الترتيب الثاني في السلسلة. محاولاً جذب الانتباه إلى آخر أبادة فظيعة شهدها العالم في سنجار للأقلية الإيزيدية. وقدم الكتاب الثالث (بلا رحمة: بيت عراقي مختوم بالشمع الأحمر) شهادة مؤثرة عن حقبة تغول الدولة القومية، وفي توثيقه لقصة التهجير القسري والإقتلاع المرعب للمواطنين من الأقلية الفيلية سجل تاريخاً حياً للتطهير العرقي ما تزال آثاره ماثلة منذ عقود. أما الكتاب الرابع في السلسلة (شمس في وجه الظلام) للباحث حسو هورمي (رئيس المؤسسة الإيزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية)، فيتضمن مغامرة جريئة لتسجيل قراءات نسوية لباحثات من فضاءات وثقافات متعددة، عن تجربة ناجية إيزيدية. يوثق هذا المشروع الرائد للنشر بالعربية، والذي أطلقته “مسارات” عام 2015 بالتعاون مع “دار الرافدين” في بيروت، الفظائع التي واجهت المجتمع العراقي بكافة أطيافه ومواطنيه. متضمنا رسالة مهمة توجه إلى الحكومة العراقية والمجتمع الدولي، أو بعبارة أدق دعوة إصلاحية حول تطوير الهياكل والأطر المؤسسية الوطنية والدولية لمنع الإبادة المقبلة.

book

لماذا «بيني وبين نفسي»؟لطالما تردّدتُ في صياغة عنوان هذا الكتاب الذي جمعتُ فيه فصولاً كتبتُها على فترات متباعدة عن تجربتي في حركة الأنصار الشيوعية في عقد الثمانينيات من القرن الفائت، هذه الفصول كنت ألجأ لكتابتها على فترات متقطّعة كلّما تناوشت الذاكرة بعضاً من أحداثها شبه المنسية التي يكون حضورها مفاجئاً بمسبّب غير مُبرّر. في هذه الأوراق هناك ما كُتب بدواعٍ من توثيق حقبة مهمّة من حقب تاريخ الحركة الأنصارية سبقني الكثيرون من رفاق المسيرة في تدوين أحداثها، كلّاً بما يخصّ تجربته ونظرته للأحداث. كما أنني وجدت أنه من الأمانة التاريخية أن أكمل سرد بعض التفاصيل التي لم يأتِ عليها أحد ممّن سبقني في الكتابة، لأنها تفاصيل تخصّني شخصيّاً وباتت جزءاً من كياني. وقد يرى من يقرأ هذه الأوراق أنها كُتِبت بمديات زمنيّة متشابكة، وهذا طبيعيٌّ في مثل تجربة يختلط فيها السرد الواعي بالتداعيات الذهنيّة المتسارعة، ذلك أن كلّ حدثٍ يتوقّف ليستدعي أحداثاً أخرى سبقت حدوثه، إضافة إلى تمهيده لحدث سيأتي بعده. والآن وقد انتهيت ممّا سمّيته «التقطير الإتلافي للذاكرة» في كتابتي لهذه الأوراق، فأنا أُعلن أنني مسؤول عن كلّ ما فيها مسؤولية تاريخية وأخلاقيّة يفرضها عليّ الضمير العقائدي. وإني وأن انتهيت من تدوين أحداث ما مرّ بي في هذه التجربة الفريدة التي لم أعمد في البداية إلى أن تظهر للعموم، فإن عليّ أن أعترف إن دافع كتابتها الأوّل لم يكن كذلك، بل كان أن أكتبها فقط، بيني وبين نفسي

book

في روايته البوليسيَّة "دراما في الصّيْد" لا يكتفي تشيخوف بتصوير الجريمة، بل يُحاوِلُ القبضَ على الجذور الفلسفية والاجتماعية للجريمة، مؤكِّداً أنَّ المجرمَ لا ينفكُّ عن المجتمع الذي خلَقَهُ.تحتفي الرواية بسِمات تشيخوف الحقيقي: نظرته الرصينة للإنسان، وسيكولوجيّته القاسية، وتقديس العقل الذي يرفض الابتذال. فالإنسان الإيجابيُّ هو الإنسان الفاعل، الذي يُمَثِّلُهُ كلُّ مَنْ يكدَحُ لإنتاجِ الحياة، لذلك يتمتّع هذا الإنسان، مهما كان بسيطاً، بحَقّ ازدراء "الأسياد" الذين يُفَرِّطون في جهود الآخرين.يُضْفي تشيخوف على بطلاتِه، طبْعاً حيويّاً ومعقّداً، فلا تتحكم إرادة الكاتب بتصرُّفاتِهن، وإنما تنْبُع من رغباتِهن وتطلُّعاتِهن الداخلية، فلا يسوقُهُن القَدَرُ الأعمى إلى المأساة، بل أولئك البشر المعطوبون روحيّاً.